في سياق السباق العالمي نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، يبرز المغرب كمفاجأة إقليمية على خريطة هذا التحول الرقمي، مدفوعاً باستثمارات حكومية متزايدة ورؤية استراتيجية تروم تعزيز موقع المملكة في الاقتصاد الرقمي.
فقد كشف تقرير حديث صادر عن منصة “كل شيء عن الذكاء الاصطناعي” عن تموقع المغرب في المرتبة 42 عالمياً من حيث معدل التبني المتوقع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، والذي يُقدّر أن يصل إلى 16 بالمائة بحلول نهاية سنة 2025. ورغم أن هذا الرقم يبدو متواضعاً مقارنة ببلدان رائدة كالصين والولايات المتحدة، فإن التقرير يلفت إلى مؤشر أكثر دلالة: معدل النمو السنوي المركب في المغرب، والذي يسجل نسبة استثنائية تبلغ 166.7 بالمائة، وهو ما يضع المملكة ضمن قائمة الدول الأسرع نمواً في هذا المجال على الصعيد العالمي.
ويعكس هذا النمو السريع دينامية متصاعدة في الأوساط الأكاديمية والاقتصادية المغربية، حيث بدأت ملامح التحول تظهر في عدد من القطاعات الحيوية مثل المالية، التعليم، والخدمات العمومية. كما تبرز مؤسسات ناشئة وشركات وطنية تتجه نحو اعتماد حلول الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء وتجويد الخدمات.
ويُنتظر أن يشكل هذا التوجه أرضية خصبة لتعزيز مكانة المغرب كمنصة تكنولوجية إقليمية، خاصة في ظل التوجه نحو رقمنة الإدارة العمومية وتوسيع الاستثمار في البنية التحتية الرقمية.
في خضم هذا السياق، يبقى التحدي الرئيسي أمام المغرب هو تحويل هذا الزخم إلى مشاريع ذات أثر ملموس، وتعزيز القدرات البشرية والتكوينية لمواكبة هذا التحول العميق.