في وقت تتصاعد فيه التوترات التجارية على الساحة الدولية، أطلقت الصين تحذيرًا صارمًا للدول التي قد تسير في ركاب السياسة التجارية الأمريكية ضد بكين. وأكدت وزارة التجارة الصينية في بيان رسمي نقلته شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية أن بكين لن تبقى مكتوفة الأيدي في حال تعرضت مصالحها الوطنية لأي تهديدات.
وجاء في البيان أن الصين ترفض رفضًا قاطعًا أي اتفاقات تجارية قد تكون على حساب مصالحها، محذرة من أنها سترد “بإجراءات مضادة قوية” إذا تم اتخاذ مثل هذه الخطوات. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس حيث تشهد العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة توترات غير مسبوقة منذ فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لرسوم جمركية على البضائع الصينية، في خطوة اعتبرتها بكين بمثابة “ضغط سياسي غير مبرر”.
في المقابل، أبدت الصين استعدادها للتعاون مع جميع الأطراف المعنية، مؤكدة أنها منفتحة على العمل المشترك بهدف الحفاظ على العدالة والإنصاف في النظام التجاري الدولي. وأكدت في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة قد أساءت استخدام الرسوم الجمركية كأداة ضغط سياسية تهدف إلى تحقيق مصالح اقتصادية على حساب المبادئ التجارية المتعارف عليها عالميًا.
هذه التصريحات تأتي بالتزامن مع استعداد عدد من الدول للدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة للحصول على استثناءات من الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، والتي تم تعليقها لمدة 90 يومًا على نحو 60 شريكًا تجاريًا.
التصعيد الأخير يشير إلى تزايد التوترات بين بكين وواشنطن، في وقت حساس بالنسبة للاقتصاد العالمي، حيث يشكل التعاون التجاري الدولي أحد الأعمدة الأساسية للاستقرار الاقتصادي في العديد من الدول. ومع تقدم هذه التوترات، يظل السؤال مفتوحًا حول كيفية تفاعل القوى الكبرى مع هذه التحولات في النظام التجاري الدولي.